" كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنفس في الإناء ثلاثا ويقول: هو أهنأ وأمرأ
وأبرأ " (١) وختمها بقوله:
" وليس في حديثه حديث منكر جدا ".
لكن في الرواة اثنان، كل منهما يعرف بأبي عصام، ومن طبقة واحدة، أحدهما ثقة
، والآخر ضعيف، وابن عدي جرى على عدم التفريق بينهما، خلافا لابن حبان
وأبي أحمد الحاكم، والصواب أنهما اثنان كما قال الحافظ في " التهذيب "،
وعليه جرى الذهبي في " الميزان "، فقال في " الأسماء " منه (١/٦٣٤) :
" وقد وهم ابن عدي، فتوهم أن هذا هو أبو عصام ذاك الثقة الذي حدث عنه شعبة
وعبد الوارث، فساق في الترجمة حديث " النفس ثلاثا " الذي أخرجه مسلم، وحديث
" مصوه مصا "، وهو خبر محفوظ ".
كذا وقع فيه " خبر محفوظ "، وهذا مما لا يلتقي مع ما ادعاه من التوهيم، فلعل
الطابع وهم، والصواب: " غير محفوظ "، لأن هذا هو المناسب مع الدعوى، وهو
كالدليل عليه. والله أعلم.
وعلى التفريق المذكور جرى أيضا في كتابه " الضعفاء "، وفي " الكاشف " أيضا،
ولكنه قال في كنى " الميزان ":
" والفرق بينهما يعسر ".
وعليه جرى الحافظ في " التقريب " أيضا، فقال:
" خالد بن عبيد العتكي أبو عصام البصري، نزيل مرو، متروك الحديث مع جلالته ".
وقال في " كنى التقريب ":
" أبو عصام، هو خالد بن عبيد، تقدم، وقيل: هو الذي قبله ". يعني " أبو
عصام البصري، قيل: اسمه ثمامة، مقبول. من الخامسة ".
وهذا التردد والاختلاف إن دل على شيء، فإنما يدل على أن الموضوع غامض
(١) أخرجه مسلم (٦/١١١) من الطريق المذكورة لحديث ابن عدي! وهو مخرج في " الصحيحة " (٣٧٨) . اهـ