وأقبح من هذا الوهم قول الشيخ (أبو الوفاء مصطفى المراغي) في تخريجه
للحديث في شرحه ل " بعث ابن أبي داود " (ص ٦٦) :
" أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه وأحمد والحاكم. . . " فذكره! فالظاهر
أنه في أثناء النقل دخل عليه حديث في حديث، فوقع في هذا الوهم الفاحش
فعزاه للشيخين وابن ماجه! ! !
٥٥٣٩ - (الأئمة من قريش، ولهم عليكم حق عظيم، ولكم مثل
ذلك، فأطيعوهم ما عملوا بثلاث: إذا حكموا عدلوا، وإذا استرحموا
رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، ومن لم يفعل ذلك منهم؛ فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين) .
منكر بهذا السياق. أخرجه أبو عمرو الداني في " الفتن " (٣ / ٢) من
طريق الأعمش عن سهل أبي الأسد عن بكير بن الحاث الجزري عن أنس بن
مالك قال:
أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعون في بيت رجل من الأنصار، فأخذ
بعضادتي الباب وقال:. . . فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علل:
الأولى: الاضطراب في إسناده؛ فقد رواه وكيع عن الأعمش هكذا.
وتابعه: شيبان عن الأعمش به؛ إلا أنه قال: بكير الجزري. لم ينسبه.
أخرجه البيهقي في " سننه " (٣ / ١٢١) ، وهو رواية لأحمد (٣ / ١٨٣) .