وخالفهما جرير فقال: عن الأعمش عن بكير الجزري عن أبي الأسد عن أنس قال:. . . فذكر نحوه؛ دون قوله:(عظيم) ، (فأطيعوهم) ، وقلب إسناده.
أخرجه الداني أيضاً. وعلقه الدولابي في " الكنى "(١ / ١٠٦) وقال: «سهل أبي الأسد» .
وخالفهم شعبة فقال: عن علي أبي الأسد قال: حدثني بكير بن وهب الجزري قال: قال لي أنس بن مالك:. . . فذكره نحوه.
أخرجه أحمد (٣ / ١٢٩) , والدولابي , وابن عساكر (١٧ / ١٥٠ / ١) , وعلقه البخاري في ترجمة بكير بن وهب الجزري من «التاريخ»(١ / ٢ / ١١٢) , وذكر له وجوهاً أخرى من الاضطراب، ومن المعلوم أن الاضطراب علة من العلل يضعف به الحديث؛ لأنه يدل على أن الراوي لم يحفظه، وسواء كان ذلك في الإسناد أو المتن.
الثانية: الاضطراب في متنه، وهو تفرد جرير بقوله فيه «عظيم» ، «فأطيعوهم» دون سائر الرواة. ومما لاشك فيه أن الأرجح رواية الأكثر، فتكون هذه الزيادة منكرة.
الثالثة: الجهالة؛ فإن كلاً من أبي الأسد - على اختلاف في اسمه - وبكير بن وهب - على الاختلاف في اسم أبيه - فيهما جهالة , وبخاصة الثاني منهما، وقد قال الحافظ في كل منهما:
«مقبول» ؛ يعني: عند المتابعة.
وقد وجدت لهما متابِعِين كُثُراً، ولاسيما على الفقرة الأولى من الحديث؛