ألا ترى إلى أثر مجاهد المتقدم؛ فإنه - مع كونه موقوفاً عليه، ورجاله ثقات رجال الشيخين - حكم ابن معين وابن عدي ببطلان متنه، ونسبوا الوهم فيه إلى الفريابي الثقة، وما ذلك إلا تبرئة منهم لمجاهد أن يروي مجرد رواية لمثل هذا الحديث الباطل، فمن باب أولى أن يبرئوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتلفظ به!
وأما على طريقة السيوطي التي لا تتعدى الإسناد في النقد؛ فهو يلزمه أن يقول: إن مجاهداً قد قال هذا الحديث موقوفاً عليه! ولعل هذا هو السبب في عدم إيراده هذا الأثر في جملة الطرق التي استدركها على ابن الجوزي، وذلك لما أرى أن نقد ابن معين وغيره إياه يخالف طريقته في الجمود على نقد السند فقط!
وخلاصة القول؛ أن الحديث من جميع طرقه موضوع المتن. والله أعلم.
٤٦٨٨ - (نحن - ولد عبد المطلب - سادة أهل الجنة: أنا، وحمزة، وعلي، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي) .
موضوع
أخرجه ابن ماجه (٢/ ٥١٩) ، والحاكم (٣/ ٢١١) كلاهما عن سعد ابن عبد الحميد بن جعفر عن علي (وقال الحاكم: عبد الله) بن زياد اليمامي عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعاً. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ورده الذهبي بقوله:
"قلت: ذا موضوع".
قلت: وآفته علي، والصواب: عبد الله كما في رواية الحاكم، كما جزم به في "التهذيب"، وهو مع أنه ليس من رجال مسلم؛ فقد قال فيه البخاري: