للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"قلت: الأشبه أنه ضعيف، لا موضوع، وأصلح طرقه رشدين، وطريق أبي الربيع السمان، روى له الترمذي وابن ماجه ... "!

قلت: قد رويا له؛ فماذا؟! بل نفرض أنهما وثقاه؛ فما قيمة ذلك إذا اتفق العلماء على ضعفه؛ كما قال ابن عبد البر، واتهمه بعضهم بالكذب. ولذلك قال الحافظ:

"متروك"؛ كما سبق.

هذا على الفرض المذكور، فكيف وهما لم يوثقاه؟! فكيف وهما قد خرجا لكثير من المتروكين، بعضهم متهم بالوضع؛ كما هو معروف عند العارفين بهذا الشأن؟!

وأما طريق رشدين؛ فمع كونه هو نفسه ضعيفاً؛ ففي الطريق إليه ما عرفت من العلل، خاصة أبا صالح الذي كانت توضع الأحاديث على شيوخه، فيرويها عنهم دون أن يشعر بذلك!

ثم إن حكم السيوطي على الحديث بالضعف فقط - خلافاً لأولئك الأئمة -، إنما هو موقوف منه عند ظاهر حال الراوي، يعني: أنه نقد الحديث بالنظر إلى سنده فقط! وأما أهل التحقيق؛ فإنهم ينظرون في هذه الحالة إلى متن الحديث أيضاً، فينقدونه بما يظهر لهم من نكارة في معناه.

وهذا مما لا يلتفت إليه السيوطي إلا نادراً، ولذلك فهو ليس معدوداً عند أهل العلم من النقاد، وإنما من الحفاظ فقط، ولذلك وقعت الأحاديث الموضوعة في كتبه، وبعضها موضوعة السند أيضاً، كما يتبين ذلك لمن تتبع هذه "السلسلة" من الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>