الأحاديث معارضة له ساقها حديثاً حديثاً من طرق، وقال:
"وكل طريق منها لا يخلو من شيعي؛ فلا يلتفت إليها".
قلت: وهي كلها من رواية ابن سعد عن الواقدي الكذاب بأسانيده وكلها
معلولة، إلا طريق حبة العرني عن علي قال:
أسندته إلى صدري فسالت نفسه.
فإنها عند الحاكم في "الإكليل"، قال الحافظ:
"وحبة ضعيف ".
قال الحافظ:
"ومن حديث أم سلمة قالت: علي آخرهم عهداً برسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والحديث
عن عائشة أثبت من هذا، ولعلها أرادت: (آخر الرجال به عهداً) ".
قلت: مثل هذا التأويل يمكن أن يصار إليه للجمع بين حديثين من قسم
المقبول - كما قرره الحافظ نفسه في "شرح النخبة" -، أما التوفيق بين حديث عائشة
الصحيح وحديث أم سلمة المنكر؛ فهو مرفوض.
٦٢٩٠ - (يَا مُعَاذُ! مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئاً عَلَى ظهر الأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ
عِتَاقٍ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئاً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّلَاقِ، فَإِذَا
قَالَ الرَّجُلُ لِعبدهِ: أَنْتَ حُرٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ فَهُوَ حُرٌّ، وَلَا اسْتِثْنَاءَ لَهُ. وَإِذَا
قَالَ لاِمْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ فَلَهُ اسْتِثْنَاؤُهُ، وَلَا طَلَاقَ عَلَيْهِ) (*) .
منكر.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (٦/٣٩٠/١١٣٣١) : عن إسماعيل
(*) كتب الشيخ رحمه الله بهامش الأصل: "تقدم برقم (٤٤١٤) ". (الناشر) .