السيوطي ذكر هذه الرواية في محلها من حرف اللام، واقتصر في عزوها على أحمد؛ وهو قصور.
ثم إن الحديث مخالف بظاهره للأحاديث الآمرة بالإسراع بالجنازة؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أسرعوا بالجنازة ... "، وهي مذكورة في كتابي "أحكام الجنائز وبدعها"(٧١-٧٢) .
٣٨٩٧ - (إن لله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي يقول: هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل يعطى) .
منكر بهذا السياق
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(رقم٤٨٢) من طريق عمر بن حفص بن غياث: أخبرنا أبي: أخبرنا الأعمش: أخبرنا أبو إسحاق: أخبرنا أبو مسلم الأغر قال: سمعت أبا هريرة وأبا سعيد يقولان: قال: ... فذكره مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ظاهرة الصحة؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، لكن في عمر بم حفص بن غياث شيء من الضعف؛ كما ينبئك به الحافظ ابن حجر في "التقريب"؛ فقال في عمر:
"ثقة؛ ربما وهم". وقال في حفص:
"ثقة فقيه؛ تغير حفظه قليلاً في الآخر".
وساق له في "التهذيب" عدة أحاديث خطأه فيها، أحدها من روايته عن الأعمش.
وأنا أقطع بأن هذا الحديث مما أخطأ في لفظه؛ لمخالفة الثقات إياه فيه؛ فقد رواه جماعة، عن أبي مسلم الأغر بإسناده بلفظ: