"إن الله عز وجل يمهل، حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول؛ نزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر".
فليس فيه:"أن الله يأمر منادياً ينادي يقول"، بل فيه أن الله هو القائل:"هل من.."، وفيه نزول الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، وهذا ما لم يذكره حفص بن غياث، فدل على أنه لم يحفظه، فالظاهر أنه لم يحدث به من كتابه، وإنما من حفظه فوهم.
وها أنا أذكر من وقفت عليه من الثقات الذين خالفوه؛ فرووه بذكر نزول الرب إلى السماء، وأنه هو سبحانه القائل، كما ذكرنا:
١- شعبة بن الحجاج. فقال الطيالسي في "مسنده"(٢٢٣٢ و ٢٣٨٥) : حدثنا شعبة قال: أخبرنا أبو إسحاق قال: سمعت الأغر به.
ومن طريق الطيالسي: أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(٢/ ٢٨٨) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(٤٥٠) . وأخرجه مسلم (٢/ ١٧٦) ، وابن خزيمة في "التوحيد"(٨٣) ، وأحمد (٣/ ٣٤) من طريق أخرى، عن شعبة به.
٢- منصور - وهو ابن المعتمر الكوفي -، عن أبي إسحاق به.
أخرجه مسلم، وأبو عوانة، وابن خزيمة (٨٤) .
٣- فضيل - وهو ابن غزوان الكوفي -، عنه.
أخرجه أبو عوانة.
٤- أبو عوانة - وهو الوضاح بن عبد الله اليشكري -، عنه به.