وقد روي من طريق ثالثة عن الزهري به، أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (١/٣٠٩) والحاكم في " المستدرك "(٤/٩٧) من طريق عمر بن قيس المكي عن الزهري.
قلت: وسكت عليه الحاكم ثم الذهبي فأساءا، لأن عمر هذا متروك كما في " التقريب " وقال في " التلخيص ": فيه ضعف.
قلت: وفي هذا التعبير تساهل لا يخفى، وقال الزيلعي بعد أن ذكره من طريق الحاكم:
وسكت عنه، قال عبد الحق في " أحكامه ": والمراسيل أشبه ".
قلت: ولا يشك في هذا من شم رائحة الحديث، فإن الطرق كلها واهية عن الزهري به موصولا، مع مخالفتها لروايات الثقات الذين أرسلوه عن الزهري، منهم إسماعيل بن أمية عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرفوعا به.
أخرجه الحاكم وكذا أبو داود في " مراسيله ".
وأخرجه البيهقي من طريق يونس عن الزهري به إلا أنه أوقفه على ابن المسيب، كما في النسخة المطبوعة من " البيهقي "، وأما الحافظ في " التلخيص "، فقد نقل عنه أنه رواه من هذه الطريق عن ابن المسيب مرسلا.
تنبيه: عزى الصنعاني في " سبل السلام " (٣/٧٨) هذا الحديث لأحمد عن أبي هريرة، وهو وهم منه، فإن الحديث عنده (٢/٤٩٤) عنه بلفظ آخر وهو:
" حريم البئر أربعون ذراعا من حواليها كلها لأعطان الإبل والغنم ".
وهو بهذا اللفظ حسن عندي كما بينته في السلسلة الأخرى (رقم: ٢٥١) .
١٠٢٨ - " من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أكل مما تخلل فليلفظ، وما لاك بلسانه فليبتلع، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل