للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فليستدبره فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج ".

ضعيف.

أخرجه أبو داود (١/٦ ـ ٧) والدارمي (١/١٦٩ ـ ١٧٠) وابن ماجه (١/١٤٠ - ١٤١) والطحاوي (١/٧٢) وابن حبان (١٣٢) مختصرا والبيهقي (١/٩٤ و١٠٤) وأحمد (٢/٣٧١) من طريق الحصين الحبراني عن أبي سعيد - زاد بعضهم: الخير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وقال أبو داود:

أبو سعيد الخير هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: هو كما قال على ما هو الراجح في التحقيق كما بينته في " ضعيف سنن أبي داود " (رقم ٩) ، لكن الراوي عنه الحصين الحبراني مجهول كما قال الحافظ في " التلخيص " (ص ٣٧) وكذا في " التقريب " له، وفي " الخلاصة " للخزرجي.

وقال الذهبي: لا يعرف، وأما توثيق ابن حبان إياه، فمما لا يعول عليه لما عرف من قاعدته في توثيق المجهولين، كما فصلت القول عليه في " الرد على التعقيب الحثيث " ولهذا لم يعرج الأئمة المذكورون على توثيقه، ولم يعتمدوا عليه في هذا ولا في عشرات بل مئات من مثله وثقهم هو وحده، وحكموا عليهم بالجهالة، ولذلك وجدنا البيهقي أشار إلى تضعيف هذا الحديث بقوله عقبه:

وهذا إن صح، فإنما أراد والله أعلم وترا يكون بعد ثلاث.

وإنما حمله على هذا التأويل أحاديث كثيرة تدل على وجوب الاستنجاء بثلاثة أحجار، والنهي عن الاستنجاء بأقل من ذلك كحديث سلمان رضي الله عنه قال: " ... ونهانا صلى الله عليه وسلم أن يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار ". رواه مسلم وغيره.

فلو صح قوله في هذا الحديث: " ومن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج "، وجب تأويله بما ذكره البيهقي، ولكني أقول: لا حاجة بنا إلى مثل هذا التأويل بعدما تبين لنا ضعفه وتفرد ذاك المجهول به.

وإذا عرفت هذا، فلا تغتر بقول النووي في " المجموع " (٢/٥٥) :

هذا حديث حسن! ولا بقول الحافظ نفسه في " الفتح " (١/٢٠٦) :

<<  <  ج: ص:  >  >>