ومطرف هذا ممن لا يفرح به أيضاً؛ فقد كذبه ابن معين وغيره.
وعبد الله بن إبراهيم الكوفي - الذي في طريق الأصبهاني -؛ يحتمل أنه الذي في "الميزان"؛ و"اللسان":
"عبد الله بن إبراهيم المؤدب، عن سويد بن سعيد؛ كذبه الدارقطني".
قلت: فيحتمل أنه هذا؛ فإنه من هذه الطبقة. والله أعلم.
٥٢٥٨ - (إن الله تعالى ناجى موسى بمئة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام؛ وصايا كلها، فلما سمع موسى كلام الآدميين؛ مقتهم مما وقع في مسامعه من كلام الرب، وكان فيما ناجاه أن قال: يا موسى! إنه لم يتصنع المتصنعون لي بمثل الزهد في الدنيا، ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم، ولا تعبدني العابدون بمثل البكاء من خيفتي. فقال موسى: يا إله البرية كلها! ويا مالك يوم الدين! يا ذا الجلال والإكرام! فلماذا أعددت لهم؟ وماذا جزيتهم؟ قال: يا موسى! أما الزاهدون في الدنيا؛ فإني أبيحهم جنتي، يتبوؤون حيث يشاؤون، وأما الورعون عما حرمت عليهم؛ فإنه ليس من عبد يلقاني يوم القيامة إلا ناقشته الحساب، وفتشته عما كان في يديه إلا ما كان من الورعين؛ فإني أستحييهم وأجلهم، [وأكرمهم] ؛ فأدخلهم الجنة بغير حساب، وأما البكاؤون من خيفتي؛ فلهم الرفيق الأعلى، لا يشاركون فيه) .