قلت: فعلة الحديث الإرسال، كذلك أخرجه ابن جرير في "التفسير"(٣٠/ ١٥١) من مرسل الحسن وقتادة، ولا يقوي أحدهما الآخر؛ لاحتمال أن يكونا تلقياه من شيخ واحد، واحتمال أن يكون تابعياً مثلهما، واحتمال أن يكون ضعيفاً أو مجهولاً، وهو السبب في عدم الاحتجاج بالحديث المرسل وجعلهم إياه من أقسام الحديث الضعيف كما هو مقرر في "علم المصطلح".
ومن هنا يتبين جهل الشيخ الصابوني بهذا العلم وافتئاته عليه؛ حين زعم أنه اقتصر في كتابه "مختصر تفسير ابن كثير" على الأحاديث الصحيحة، فرددت ذلك عليه بأمثلة كنت ذكرتها في مقدمة "الأحاديث الصحيحة"، وبينت جهله، والأمثلة في ازدياد، وهذا منها، وليس - قطعاً - الأخير منها مع الأسف!
٤٣٤٣ - (لن ينهق الحمار حتى يرى شيطاناً، فإذا كان ذلك فاذكروا الله، وصلوا علي) .
ضعيف جداً
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(٣٠٩) : عن معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع: حدثنا أبي محمد، عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ معمر وأبوه محمد؛ قال البخاري في كل منهما:
"منكر الحديث". وقال أبو حاتم في الأب:
"منكر الحديث جداً".
قلت: وذكر الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه من منكراتهما؛ فقد صح الحديث عن أبي هريرة بدونها في "الصحيحين" وغيرهما.