قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير (عمر بن زيد) - وهو: الصنعاني -: لا يعرف، ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح "(٦/ ١٠٩) برواية معمر عنه ولم يزد. وقد خالف عمر هذا ابن جريج وغيره، فرووه عن أبي الزبير بلفظ:
" ... ترك الصلاة ".
أخرجه مسلم (١/ ٦٢) ، وأبو عوانة (١/ ٦١) ، وأبو داود (٤٦٧٨) وغيرهم ممن ذكرت في " التعليق الرغيب "(١/ ١٩٤) . وهو كذلك في " مصنف عبد الرزاق "(٣/ ١٢٤/ ٥٠٠٧) ، إلا أنه قال:" ... إلا أن يترك الصلاة ".
والمعنى واحد بخلاف حديث الترجمة؛ فلا أدري سبب اختلاف رواية " المصنف " عن رواية ابن نصر؛ مع أن هذه أصح عنه، ورواية " المصنف " هي من طريق إسحاق الدبري، وفيه كلام معروف. ومن المحتمل أنها في الأصل مثل
رواية أبن نصر؛ لكن لما رآها بعض النساخ أو غيرهم مخالفة للرواية المحفوظة عند مسلم وغيره توهم أنه وهم من الناسخ وليس من الراوي المجهول (عمر بن زيد) ، فصححه! وليس بجيد؛ فإن المنصوص في مثل هذه الحالة أن تُثبت الرواية؛ - كما جاءت في الأصل -، وينبه في الهامش على ما هو الصواب. والله أعلم.
ولم يتنبه المحقق الفاضل للفرق بين هذه الرواية المنكرة وبين الرواية الحفوظة في تعليقه على " تعظيم الصلاة "؛ فعلق عليها قائلاً:" وهو مكرر الذي تقدم برقم (٨٨٦ - ٨٨٨) ".