" رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي إسرائيل الجشمي وهو ثقة " قلت: في هذا التوثيق عندي نظر، لأن عمدته على أن ابن حبان ذكر أبا إسرائيل في " الثقات "، ولم يوثقه غيره كما يستفاد من ترجمته المختصرة في " تهذيب التهذيب ":
" أبو إسرائيل الجشمي، وعنه شعبة بن الحجاج. ذكره ابن حبان في " الثقات "، واسمه شعيب ".
ومن المعلوم تساهل ابن حبان في التوثيق كما نبهنا عليه مرارا، ولهذا نرى الذهبي والعسقلاني وغيرهما من المحققين لا يحتجون بمن يتفرد ابن حبان بتوثيقه، ولا يوثقونه، فهذا أبو إسرائيل لم يوثقه ابن حجر في " التقريب " وإنما قال فيه:
" مقبول "، يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة.
ولذلك فإني أرى أن تجويد الحافظ المنذري والعراقي لإسناد هذا الحديث، غير جيد، لأنه قائم على الاعتماد على توثيق ابن حبان لرواية أبي إسرائيل، وهو بالتجهيل أولى منه بالتوثيق لأنه لم يروعنه غير شعبة، مع عدم توثيق غير ابن
حبان له. والله أعلم.
ثم وجدت للحديث علة أخرى، وهي الاختلاف في صحبة جعدة وهو ابن هبيرة الأشجعي، وترى تفصيل القول في ذلك في " تهذيب ابن حجر " وتعليق الدكتور عواد على " تهذيب المزي "(٤/٥٦٦) ، وتناقض رأي ابن حجر فيه، ففي " التهذيب " يرجح قول أبي حاتم أنه تابعي، وفي " التقريب " يجزم بأنه صحابي صغير له رؤية، وليس يخفى على طالب العلم أن هذا التناقض من مثل هذا الحافظ ما هو إلا لأنه ليس هناك دليل قاطع في صحبة جعدة هذا يرفع الخلاف، وإن مما يؤكد ذلك أن ابن حبان نفسه الذي وثق أبا إسرائيل هذا أورد جعدة في التابعين من " ثقاته "(٤/١١٥) وقال:
" ولا أعلم لصحبته شيئا صحيحا فأعتمد عليه فلذلك أدخلناه في التابعين ".
وبناء على ذلك أورد أبا إسرائيل في " أتباع التابعين " من " ثقاته "(٦/٤٣٨) وقال:
" يروي عن جعدة بن هبيرة، روى عنه شعبة بن الحجاج ".