مختلط، و (عطاء بن أبي مسلم الخراساني) ، وهو صدوق يهم كثيراً، ويرسل كثيراً ويدلس. فأيهم صاحب هذا الحديث يا ترى؟
الذي يبدو لي - والله أعلم - أن مثل هذا الحديث المنكر لا يليق أن ينسب إلى الأول منهم، لثقته وفضله، ما دام أنه يحتمل أن يلصق باللذين دونه. ثم إن الأولى به منهما إنما هو الثالث:(عطاء الخراساني) ، لأني رأيت من الأئمة من
غمز في رواية ابن جريج عنه، فقد جاء في "تهذيب التهذيب":
"قال أبو بكر بن أبي خيثمة: رأيت في كتاب علي بن المديني: سألت يحيى بن سعيد عن حديث ابن جريج عن عطاء الخراساني؟ فقال: ضعيف. قلت ليحيى: انه يقول: اخبرني؟ قال: لا شئ،كله ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه".
قلت: وهذا يشبه روايته عن الزهري مع أنه لم يسمع منه، ففي "التهذيب"(٦/٤٠٥ -٤٠٦) :
"وقال قريش بن أنس عن ابن جريج: لم أسمع من الزهري شيئاً، إنما أعطاني جزءاً فكتبته، وأجاز لي".
وعلقه الذهبي في "السير"(٦/٣٣٢) على ابن جريج بصيغة الجزم. وذكر عن ابن معين أنه قال:
"ابن جريج، ليس بشيء في الزهري".
وقد وجّه ذلك الذهبي بقوله (٦/٣٣١) :
"قلت: وكان ابن جريج يروي الرواية بالإجازة، وبالمناولة، ويتوسع في ذلك، ومن ثم دخل عليه الداخل في رواياته عن الزهري، لأنه حمل عنه مناولة، وهذه