للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: وأسباط - هو ابن نصر الهمداني، وهو -، صدوق كثير الخطأ، يغرب - كما في "التقريب" -. وحديثه ليس صريحاً في الرفع، بل إن ظاهره الوقف.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

ومع عدم ثبوت القراءة المذكورة في الحديث عن ابن عباس، لا مرفوعاً ولا موقوفاً، فهي مع ذلك مخالفة لنصها المتواتر في المصحف {فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين} . [سبأ: ١٤] .

ولذلك جزم بعض المحققين من علماء التفسير بشذوذها، مثل: أبي حيان التوحيدي (٧/٢٦٨) ، والآلوسي (٢٢/١٢٣) ، وابن كثير - وقد سبق كلامه -، وخالف الإمام القرطبي، فقال في "تفسيره" (١٤/٢٧٩) بصحتها!

وفي الختام: لا بد لي من التنبيه على خطأين اثنين:

أحدهما: أن ناسخ أو طابع "كشف الأستار" ساق الآية في حديث ابن عباس بنصها الوارد في المصحف، إلا في الكلمة الأولى منها: (فتبينت) ، وصوابها: {فلما خرَّ تبينت} وهذا خطأ، وفي اعتقادي أن الذي حمله على

ذلك إنما هو ظنه أن الرواي أخطأ في تلاوتها، فصححها دون أن ينتبه أنه أفسد الحديث، لأن هذا التصحيح لا يتناسب مع قوله في الحديث: "وكان ابن عباس يقرأها كذلك"، فقراءته حسب الرواية على وجه آخر غير ما في المصحف، على أن الذي في المصحف: {تبينت} ... ليس: {فتبينت} - كما ذكرت -، وغفل عن ذلك محققه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي فقال:

"نظم القرآن في المصحف كما هنا"!! ثم ساق الآية كما جاءت في الحديث نقلاً عن "الزوائد" (٨/٢٠٨) . ويعني: "مجمع الزوائد".

<<  <  ج: ص:  >  >>