قلت: والظاهر أن المراد بـ (اللحن) في الحديث - على وهائه! - المعنى الأول، وهو إزالة الإعراب، لإنه جاء فيه مقابل (الإعراب) ، وقد قال الشيخ أبو الربيع سليمان بن سبع في كتابه "شفاء الصدور"(ج ٤/١٧/٢) :
"معنى قوله: "ولم يعرب منه شيئاً"، أي: أرسله إرسالاً، ولم يقف عند رؤوس الآي، ويمر عليها، ولا يعطي الحروف حقها من الإعراب، لشدة هذه، ولم يرد أنه يلحن حتى يغير المعاني".
قلت: وإن مما [لا] شك فيه أن إعراب القرآن وقراءته - كما ذكر - من الوقوف على رؤوس الآي - كما هو السنة -، وإعطاء الحروف حقها، وإخراجها من مخارجها -حسبما هو مقرر في علم التلاوة والتجويد -أمر مهم، وبخاصة بالنسبة للأعاجم، وبعض العرب، كحرف الضاد مثلاً، فأولئك ينطقوها (ظاء) ، والبعض في الشام
ومصر مثلاً ينطقوها (دالاً) مفخمة، دون رخاوة واستطالة، والحق بين هؤلاء وهؤلاء، كما قال ابن الجزري في أرجوزته: