" وأنا أقول: إنه كان يضع ما لا يحسنه، غير أنه - والله أعلم - أخذ أسانيد صحيحة من بعض الصحف، فركب عليها هذه البلايا! ونسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة ".
قلت: وإن من تساهل السيوطي وغرائبه أنه تعقب في "لآليه "(٢/ ٢٨٩) ، - وتبعه ابن عراق في " تنزيهه "(٢/ ٢٩٤/ ٤١) - ابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع بحديث عمر بن الخطاب المتقدم تخريجه بنحوه (٢٣٨٥) من طريق عمر بن عامر التمار، وهو واه جداً، وسكت عنه السيوطي، مع علمه بأن الذهبي تعجب من إخراج الخطيب لأحاديثه ساكتاً عنها، ولا يبين سقوطها، وصرح الذهبي ببطلان أحدها - كما سبقت الإشارة إليه هناك -، ويأتي تخريجه عقب هذا بإذن الله تبارك وتعالى.
ومن تساهل بعض المعلقين وقلة تحقيقهم، أن المعلق على " مجمع البحرين " أتبع حديث الترجمة الذي هو من رواية (الحسن بن كثير) بقوله:
" قلت: أخرجه ابن الجوزي في " الموضوعات " (٣/ ٧٩) "! فكان عليه أن يشير - على الأقل - أنه من طريق الأشناني الدجال، وليس من طريق (الحسن بن كثير) كما أوهم!
وإن من الغرائب ما رواه الخطيب في ترجمة (خالد بن خداش) بسنده عن محمد بن المثنى قال:
انصرفت مع بشر بن الحارث في يوم أضحى من المصلى، فلقي خالد بن خداش المحدث، فسلم عليه، فقصر بشر في السلام، فقال خالد: بيني وبينك