ومن العلتين المذكورتين يتبين ضعف قول الحافظ (ص ٢٥) من " القول المسدد" أنه شاهد قوي الإسناد! ثم مضى، ولم يتكلم عليه بشيء! وتبعه السيوطي في "اللالي "(١/ ٤١٣) ، ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة"(٢/ ١٥ -١٦) !!
ثم إنه لو سلمنا بالقوة المدعاة، وأنه شاهد، فهو شاهد قاصر، بل هو شاهد عليه لا له، لأنه رؤيا منامية قابلة للتأويل من جهة، ثم إنه ليس فيه أنه رآه يحبو حبواً، من جهة أخرى، فبطل الاستشهاد به. فتأمل منصفاً.
ويشهد لكونه رؤيا منامية، ما رواه ابن عساكر (١٠/ ١٢٤) من طريق أبي العباس السراج بسنده الصحيح إلى عمرو بن أبي عمرو [عن] عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في النوم أنه دخل الجنة، فلم يجد فيها أحداً إلا فقراء المؤمنين، ولم يجد من الأغنياء إلا عبد الرحمن ابن عوف. قال: رأيت عبد الرحمن دخلها حين دخلها حبواً. فأرسلت أم سلمة إلى عبد الرحمن تبشره: رآك دخلت الجنة، ورآك دخلتها حبواً. فقال عبد الرحمن: إن لي عيراً أنتظرها، فهي في سبيل الله بأحمالها ورقيقها، وإني لأرجو أن
أدخلها غير حبو.
قلت: وهذا مع إرساله فإن (محمد بن عبد الرحمن بن عوف) لم أجد له ترجمة، وهو أكبر أولاده وبه يكنى. ثم رأيته في " الثقات "(٥/ ٣٥٤) .
وابنه عبد الواحد بن محمد يبدو أنه من المجاهيل، فقد أورده البخاري وابن أبي حاتم في " كتابيهما"، وكذا ابن حبان في " الثقات"(٥/ ١٢٧) من رواية