حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثنا الزهري به إلى قوله: "فمه" بلفظ:
" أما والله! إن كنت لأنهاك ... ".
قلت: ابن عبد الجبار فيه كلام كثير واختلاف شديد، ما بين مكذب له، ومثن عليه خيراً، وموثق. وقال الحافظ في " التقريب":
"ضعيف، وسماعه للسيرة صحيح".
قلت: فمثله لا تطمئن النفس لزيادته التحديث على ذينك الثقتين، محمد ابن سلمة ويحيى بن زكريا اللذين روياه عن ابن إسحاق قال:(عن) دون التحديث، فهي زيادة من غير ثقة، فتكون منكرة، فإن ثبتت في رواية أحد من الثقات، فالحديث حسن، وإلا، بقينا على التضعيف، وهذا هو الذي يُلزِمُنا به علم الحديث.
وفي أثناء تحريري لهذا التحقيق انكشفت لي أوهام أو تساهلات لبعض من حفاظ الحديث، لعله من المفيد بيانها:
أولاً: تصحيح الحاكم والذهبي - كما تقدم -! وقال ابن القيم في "أحكام أهل الذمة "(١/ ٢٠٢) :
" وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه عاد عبد الله بن أبي، رأس المنافقين". وأظن أنه يعني هذا.
ثانياً: جزم الحافظ ابن كثير في " البداية " بقوله (٥/ ٣٤) :
"قال محمد بن إسحاق: حدثني الزهري ... " دون أن يعزوه لأحد! والظاهر