للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أحدها: أنهم ذكروا في ترجمته أنه روى عن بعض الصحابة، ولم يسمع منهم، وتاريخ وفاتهم قريب من تاريخ وفاتها، مثل سعد بن أبي وقاص - وهو مدني مثلها -، وقد توفي سنة (٥٥) ، وهي سنة (٥٧) ، وهو سنة (١٥٨) .

والثاني: أنه يستنكر جداً أن ينسب إليها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحديث، فتقابله بقولها: " لقد قرنا بدواب سوء "! وهي الصدّيقة الأديبة الفقيهة رضي الله عنها.

والثالث: أن المحفوظ من طرق صحيحة عنها في "الصحيحين" وغيرهما أنها خاطبت بذلك بعض التابعين حينما ذكر عندها ما يقطع الصلاة: الكلب، والحمار، والمرأة الحائض، فقالت: شبهتمونا بالحمير والكلاب! والله! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وأنا على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة ... الحديث. وأحد طرقه في "صحيح أبي داود " (٧٠٦) . وفي رواية لمسلم (٢/ ٦٥) أن عروة هو الذي قال ذلك، فقالت: إن المرأة لدابة سوء! ففيه إشعار قوي بأنها لم تسمع الحديث منه صلى الله عليه وسلم، وإنما من أولئك المشار إليهم، ولذلك قالت لهم: شبهتمونا ... إلخ محتجة بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مضطجعة بينه وبين القبلة، وإن كانت هذه

الصلاة لا تنافي حديث القطع، لأن اضطجاعها ليس مروراً - كما حققه العلماء -.

والمقصود تبرئة السيدة من أن ينسب إليها مجابهة حديث النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الكلمة بمثل هذا الإسناد المنقطع.

وأيضاً: ففيه ذكر (الكافر) ، وهو خلاف الأحاديث الصحيحة التي اقتصرت على ذكر الثلاثة المذكورة دونه، وهي من حديث أبي ذر وعبد الله بن مغفل، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وغيرهم، وقد خرجتها في "الروض النضير" (٩٥٦) ،

<<  <  ج: ص:  >  >>