عليه أن يسميهم، أو على الأقل أن لا يطلق العزو إليهم.
ثانياً: لقد حكى عنهم أن في نقل إسماعيل عن غيرأهل بلده نظراً، وهذا حق، فهو المعروف عن كبارهم - كالإمام أحمد، وابن معين، وابن المديني، ودُحيم، وعمرو بن علي، وكذا البخاري، والنساثي، ويعقوب بن شيبة، وابن
عدي وغيرهم كثير -، كلهم ضعفوا حديثه عن غير الشاميين.
وإذا كان الإمام الطبري يرى أنه صحيح الحديث مطلقاً لا فرق عنده بين شامي وغيره، فلا يسعنا إلا اتباع الأئمة الخالفين له، لأن معهم زيادة علم لم يقف عليه الطبري، ومن علم حجة على من لم يعلم، وبخاصة أنه جرح، وهو مقدم على التعديل، وقد قال (دُحيم) - وهو من الحفاظ الشاميين العارفين بالمحدثين من أهل بلده -:
" إسماعيل في الشاميين غاية، وخلط عن المدنيين ".
إذا عرفت هذا، وتذكرت أن مدار إسنادي الطبري على إسماعيل - مرة عن عمرو بن دينار المكي، ومرة عن ابن أبي حسين المكي -، يتبين لك أنه إسناد ضعيف من تخاليط إسماعيل عن غير الشاميين، وبذلك يبطل تصحيح الطبري
لإسناده.
وهذا نقوله على فرض صحة السند بذلك إلى إسماعيل، وهو غير مسلّم به عندي، لأنه من رواية شيخ الطبري (أبي شرحبيل) ، فإنه في عداد المجهولين، فقد أورده أبو أحمد الحاكم في كتابه الحافل " الكنى والأسماء "(ق ٢٢٤/ ١) ،
وسماه (عيسى بن جابر البهراني الحمصي، ابن أخي أبي اليمان) مولى امرأة من (بهراء) ، يقال لها:(أم سلمة) كانت عند عمرو بن روبة التغلبي.