" صالح ". وقد أفصح أبو حاتم نفسه عن مقصده هذا في أول كتابه (١/ ٣٧)
فقال:
" وإذا قيل: " صالح الحديث "؛ فهو ممن يكتب حديثه للاعتبار". وقال قبل ذلك:
" وإذا قيل للواحد: إنه ثقة، أو متقن، [أو] ثبت؛ فهو ممن يحتج بحديثه ".
فهذا وذاك يفيدنا أن الرجل ليس ثقة عنده، وأن حديثه مرشح ليكون حسناً إذا لم يخالف، وهذا يقال: إذا لم يكن هناك جرح مفسر؛ كقول أحمد المتقدم، وحينئذ؛ فقول المنذري في هذا الحديث (٢/ ٢٢٧/ ٢) - وتبعه الهيثمي (١٠/٧٨) -:
" رواه الطبراني بإسناد حسن "!
فهو من تساهلهما، لا سيما، وهو مخالف لحديث أبي هريرة، الذي هو قبل هذا في " الترغيب " بلفظ:
"يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإذا ذكرني في نفسه؛ ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ؛ ذكرته في ملأ خير منهم ... " الحديث.
أخرجه الشيخان عنه، وفي معناه عن ابن عباس، وأنس، وقد خرجتهم في "الصحيحة"(٢٠١١) .
ففي هذه الأحاديث الثلاثة قول الله تعالى:"ذكرته في نفسي "، وفي حديث الترجمة:" ذكرته في ملأ من ملائكتي "!