قلت: وهذا إسناد واهٍ، رجاله ثقات؛ غير (عباد بن كثير) ، وهما اثنان، أحدهما: ثقفي بصري مكي، والآخر: فلسطيني رملي، والأول متروك متفق على تضعيفه، والأخر ضعيف وثق، وكنت متردداً في تحديد المراد منهما؛ لأن في كل منهما قرينة تساعد على تعيينه لا توجد في الآخر، فالأول ذكروا في شيوخه سفيان الثوري، ولم يذكروا في الرواة عنه يحيى النيسابوري، والآخر على العكس من ذلك، ذكروا في الرواة عنه يحيى النيسابوري، ولم يذكروا في شيوخه سفيان الثوري. انظر " تهذيب المزي ".
ثم وجدت ما يزيل التردد، ويبين أن المراد هو الرملي في كلام ابن حبان، حيث قال في " الضعفاء "(٢/ ١٦٩ - ١٧٠) :
" عباد بن كثير الرملي، يروي عن سفياق الثوري. روى عنه يحيى بن يحيى، كان يحيى بن معين يوثقه، وهو عندي لا شيء في الحديث؛ لأنه روى عن سفيان الثوري ... (فذكر الحديث) . ومن روى مثل هذا الحديث عن الثوري بهذا
الإسناد؛ بطل الاحتجاج بخبره فيما يروي ما لا يشبه حديث الأثبات.
والدليل على أن (عباد بن كثير الرملي) ليسى بـ (عباد بن كثير) الذي كان بمكة أن يحيى بن يحيى روى عنه، ويحيى لم يلحق الثوري، و (عباد بن كثير المكي) مات قبل الثوري، ولم يشهد الثوري جنازته، ويحيى بن يحيى في ذلك الوقت كان طفلاً صغيراً، فهذا دليل على أنهما اثنان ليسا بواحد، مات الثوري سنة إحدى وستين ".
قلت: فتعين أنه (عباد بن كثير الرملي) ، وقد ضعفه الجمهور، وذكره الذهبي في " المغني "، وقال: