والخلاصة؛ أن مدار الحديث على داود بن أبي هند، وأنه اختلف عليه على وجوه ثلاثة:
الأول: أبو معاوية عنه عن أبي حرب عن أبي ذر منقطعاً.
الثاني: خالد عنه عن بكر - وهو: ابن عبد الله المزني - مرسلاً.
الثالث: عبد الرحيم بن سليمان عنه عن بكر عن أبي ذر منقطعاً.
قلت: ورواة هذه الوجوه عنه كلهم ثقات، وهذا يعني أن داود بن أبي هند لم يتقن إسناده، وقد وصفه بعض الحفاظ بشيء من الوهم مع اتفاقهم على توثيقه، فقال ابن حبان في "الثقات "(٦/ ٢٧٨) :
" كان من خيار أهل البصرة من المتقنين في الروايات؛ إلا أنه كان يهم إذا حدث من حفظه ". وقال أحمد:
"كان كثير الاضطراب والخلاف ". ولذلك قال الحافظ في " التقريب ":
" ثقة متقن، وكان يهم بأخرة ".
وثمة وجه آخر من الخلاف عليه سنداً ومتناً؛ إلا أن راويه ممن لا يوثق به، وهو إسحاق بن عبد الواحد الموصلي: ثنا خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن بكر بن عبد الله المزني عن عمران بن حصين قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: