الثانية: أبو إسحاق - وهو: عمرو بن عبد الله السبيعي، وهو -: مدلس مختلط، وقد عنعنه، ومعمر - وهو: ابن راشد - لم يذكر فيمن روى عنه قبل الاختلاط. فهذه علة ظاهرة ما كان ينبغي أن تخفى على الحافظ المنذري.
الثالثة: أنه من رواية إسحاق بن إبراهيم - وهو: الدبري - وفي روايته عن (عبد الرزاق) كلام معروف.
الرابعة: قوله في متن الحديث: " فاختصم فيه الملك والشيطان "؛ فإنه منكر جداً؛ لأن المحفوظ في هذه القصة من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً نحوه، وأتم منه بلفظ:
" فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ... ".
أخرجه البخاري (٣٤٧٠) ، ومسلم (٨/ ٠٣ ١ - ٤ ٥ ١) .
نعم؛ زاد ابن أبي شيبة في " المصنف "(٣ ١/ ٨٩ ١/ ٦٧ ٠ ٦ ١) ، وعنه ابن ماجه (٢٦٢٢) ، وأحمد (٣/ ٧٢) :
" قال إبليس: إنه لم يعصني ساعة قط ".
فهذه الزيادة تؤكد أنه لا علاقة للشيطان في المخاصمة في قبض روح الرجل، وإنما هو تدخل متطفلاً مؤيداً وجهة نظر ملائكة العذاب الذين قالوا:" إنه لم يعمل خيراً قط "، وزاد:
"فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى؛ فهو له. فقاسوه؛ فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد [بشبر] ، فقبضته ملائكة الرحمة ". والسياق لمسلم، ولفظ البخاري: