كذا قال! وقلده الشيخ الأعظمي في تعليقه على " المطالب العالية " المطبوعة (٣/ ١٢١) ! وهو من أعجب ما رأيت من التتابع على التقليد؛ فقد عرفت مما سبق أن هذا كلام المنذري. وهم فيه وهمين.. قلده عليهما الهيثمي.. ثم البوصيري.. ثم الأعظمي.. وأخيراً المعلقون الثلاثة على " الترغيب "(١/١٢٣) .. والمعلق على " الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام ".. فيا حسرتاه على ذهاب العلم! وفشو التقليد!
ولهذا الأخير وهم آخر؛ وهو أنه حشر رواية أبي يعلى مع رواية الدارمي وغيره الموصولة، وكذلك فعل من قبله أخونا حمدي السلفي في تعليقه على " مسند الشهاب "؛ كما أنه لم ينتبه في تعليقه على " المعجم الكبير " لخطأ الهيثمي المتقدم في توثيق رجاله؛ فقد نقله وأقره، ولا لخطأ آخر وقع في إسناد " المعجم "؛ وهوأنه وقع فيه سقط ووهم من طريق يحيى بن صالح الوحاظي وغيره قالا: ثنا ربيعة بن يزيد الرحبي عن وائلة ... ؛ فأسقط من الإسناد (يزيد بن ربيعة) - علة الحديث -، وألصق فيه نسبته (الرحبي) بشيخه الثقة؛ فقال:(ربيعة بن يزيد الرحبي) ، ولا يعرف بهذه النسبة.. والصواب ما في " مسند الشهاب " من طريق يحيى المذكور: ثنا يزيد بن ربيعة - من أهل دمشق -: حدثني ربيعة بن يزيد عن وائلة ... وهي رواية الجماعة - كما تقدم -؛ لكن ليس فيها نسبة (الرحبي) ؛ فاقتضى التنبيه!
ولعل السقط المذكور والوهم المزبور في نسخة، المعجم كالتي كانت عند المنذري؛ فلم ينتبه للسقط، ولا لوصف ربيعة بن يزيد بـ (الرحبي) - وليست له -؛ فوثقه، وإن كان كذلك؛ فيكون هناك وهم آخر، وهو أنه لم ينتبه للانقطاع الحاصل من السقط؛ لأن يحيى بن صالح الوحاظي المتوفى سنة (٢٢٢) لم يدرك بداهة ربيعة بن يزيد الدمشقي؛ لأنه توفي سنة (ثلاث - على الأكثر - وعشرين ومئة) !