قلت: وروايته لهذا الحديث هكذا مطولاً مما يؤكد ضعفه؛ فإن الحديث محفوظ من رواية جماعة من الصحابة مختصراً؛ منهم: شداد بن أوس - عند البخاري في أول " كتاب الدعوات " -، وبريدة بن الحصيب - عند أبي داود وغيره -، انظر " صحيح الترغب "(١/ ٦/ ١٤) .
ثم قال المنذري عقب الحديث:
" ورواه ابن أبي عاصم مات حديث معاذ بن جبل أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يحلف ثلاث مرات لا يستثني: أنه ما من عبد يقول هؤلاء الكلمات بعد صلاة الصبح فيموت من يومه؛ إلا دخل الجنة، وإن قالها حين يمسي فمات من ليلته؛ دخل الجنة ... فذكره باختصار، إلا أنه قال: " أتوب إليك من سيئ عملي "، وهو أقرب من قوله: " من شر عملي "، ولعله تصحيف. والله سبحانه أعلم ".
قلت: ورواية: " سيئ عملي " هي رواية الطبراني في " الكبير " وفي" الدعاء " في حديث الترجمة، بخلاف روايته في " الأوسط "؛ فهي باللفظ الآخر. ومع أنه لا يصح إسناده على اللفظين؛ فإن هذا الأخير هو الأولى بالترجيح عندي؛ لموافقته لحديث شداد المشار إليه آنفاً، فإنه بلفظ:
" أعوذ بك من شر ما صنعت ". فتأمل.
(تنبيه) : لم أقف على إسناد ابن أبي عاصم لننظر فيه ونعطيه الحكم اللائق به، وما أظنه إلا أنه مما لا يصح، وأما قول المعلقين الثلالة على " الترغيب "(١/ ٥١٣/ ٩٧١) في تعليقهم عليه: