فأقول: لا تعارض بين القولين، فالسعدي يحدث عن الواقع في أحاديثه، والصوري يتحدث عن صدقه في نفسه، فكما أن الكذوب قد يصدق، فكذلك الصدوق قد يكذب ويكذب؛ ولكن بدون قصد. وقد جمع لك هذه المعاني أبو مسهر الدمشقي فقال:
" عمرو بن واقد يكذب بغير تعمد".
رواه عنه ابن عساكر في " التاريخ "(١٣/ ٦٥٩ - المصورة) ، ولذلك قال جماعة من الحفاظ كالدارقطني والذهبي والعسقلاني:
"متروك ".
فلا تغتر بعد هذا بسكوت الهيثمي على قول الصوري مرتضياً له. حيث قال في " لجمع "(١٣١/٣) :
"رواه الطبراني في" الكبير "، وفيه (عمرو بن واقد) ، وفيه كلام، وقال محمد بن المبارك الصوري: كان يتبع السلطان، وكان صدوقاً "!
وقد بنى على تصديق الصوري هذا إياه؛ قوله:"وفيه كلام "! وهذا إنما يقال فيمن فيه كلام لين لسوء حفظ ونحوه، أما من كثرخطؤه حتى كذبوه؛ فما يقال:" فيه كلام " فتنبه.
وأما الحافظ المنذري فقد اكتفى في " ترغيبه " بالإشارة إلى ضعفه، وعزاه للطبراني في " الكبير " ولم يزد!
وأما المعلقون الثلاثة عليه، فقد قلدوه في التضعيف؛ لكنهم قالوا - عقب نقلهم لقول الهيثمي المتقدم -: