رابعاً: قال الأخ علي رضا (ص ٤٧) بعد أن ضعف الحديث جداً:
" وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، إلا أنه مما لا يفرح به. انظر التعليق على الأثر (١٦) ".
ولدى الرجوع إلى حيث أشار إليه، وجدت الحديث في (ص ٤٣) بلفظ:
" إن الله بنى جنات عدن بيده، وبناها لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وجعل ملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباءها اللؤلؤ، ثم قال لها: تكلمي ... " الحديث.
فعجبت له كيف جعل هذا شاهداً لحديث الترجمة، وليس فيه ولا جملة واحدة تشهد له؟! ولو كانت؛ فلا يصح في العلم إطلاق لفظ الشهادة؛ لأنها قاصرة، على ما فيه من الضعف الشديد في إسناده - كما بينه جزاه الله خيراً - وإن كان ذهب أخيراً إلى تقوية الحديث بما له من متابع وشاهد، وانتقدني في ذكري
لحديث ابن عباس الذي حسنه هو - في " ضعيف الجامع "(٥/ ٣٣) -، وقد بينت علته في " الصحيحة " تحت الحديث (٢٦٦٢) ، وهو عندي صحيح باللفظ المخرج هناك، وليس فيه لفظة (عدن) ، فليتنبه لهذا؛ فإنه موضع يستحق النظر والتأمل.
ثم إن حديث الترجمة، قد أورده الديلمي في كتابه " الفردوس "(٥/ ٢٤٨/٨٠٩٤) ، ولم يورده الحافظ في " زهر الفردوس "، لننظر إسناده، هل هو من طريق الطبراني وشيخه، أو من طريق غيره، ويغلب على ظني أنه الأول.
ثم رجعت إلى كتابه الآخر " تسديد القوس في ترتيب مسند الفردوس "، وهو محذوف الأسانيد، فرأيته يقول عقبه: