قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عيسى بن سيلان: أورده البخاري في " التاريخ "، وابن أبي حاتم في " كتابه "، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكر الحافظ في " التهذيب "(٢/ ٤٠) :
" وقال الدارقطني في (ابن سيلان) : قيل: اسمه (عيسى) ، وقيل:
(عبد ربه) ، حديثه يعتبر به. وقال ابن يونس:
عيسى بن سيلان، مكي سكن مصر، روى عن أبي هريرة، روى عنه زيد بن أسلم، وحيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة ".
وفاته أنه ذكره ابن حبان في " الثقات "(٧/ ٢٣١) من رواية عبد الله بن الوليد عنه.
قلت: فإن كان حفظه؛ فهو من تخاليط ابن لهيعة؛ لسوء حفظه الذي كان طرأ عليه، فقد جاء الحديث من طرق ثلاث عن أبي هريرة مرفوعاً دون هذه الزيادة المنكرة، وروي كذلك عن عائشة رضي الله عنها، وهي مخرجة في " الصحيحة "(٢٨٤) .
ولقد كان من تلك الطرق الثلاث، طريق محمد بن عمرو: حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً بالشطر الأول منه وزيادة:
" وخياركم خياركم لنسائهم ".
وبينت هناك أن إسناده حسن للضعف اليسير الذي في محمد بن عمرو.
ثم وقفت على متابع قوي له، فأحببت أن أقيده هنا؛ ليزداد الحديث الصحيح به قوة على قوة، ويزداد بذلك نكارة حديث الترجمة على نكارة، ألا وهو حصين