قلت: لا أدري - والله - ما الذي صرفه عن إعلاله بـ (هلال بن عبد الرحمن) ، مع تصريح العقيلي بأنه العلة، ونقله عنه قوله:" لا أصل له " دون تمام كلامه الصريح في إعلاله به - إلى إعلاله بعباد هذا! ولو أنه كان متروكاً - كما زعم - لم يكن لانصرافه المذكور وجه، لأنه يوهم أن ما أعله به العقيلي ليس بعلة، فكيف والأمر على العكس تمامأ؟! لأن (عباداً) الذي نقل عن ابن حبان أنه تركه، هو (عباد بن عباد أبو عتبة الخواص) ، فقد قال فيه ابن حبان في " الضعفاء "(٢/١٧٠) :
" كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة؛ حتى غفل عن الحفظ والإتقان، فكان يأتي بالشيء على حسب التوهم، حتى كثرت المناكير في روايته - على قلتها - فاستحق الترك ".
ومن الغراثب حقاً أن ينسحب وهمه هذا إلى حديث أخر تقدم تخريجه برقم (٥٩٨٤) !
وإن مما يزيد في الأمر غرابة، أن (عباداً) المذكور في الحديثين وقع منسوباً بنسبة (المهلبي) كما ترى في هذا الحديث، فكيف غفل هذا فيهما معاً؟ !!
من أجل ذلك تعقبه السيوطي في " اللالي المصنوعة "(١/ ٤٤٣) بقوله:
" إنما أورده العقيلي في ترجمة (هلال) على أنه من مناكيره، وكذا في " الميزان " و" اللسان ". وأما عباد المهلبي فروى له الأئمة الستة، وقال في " الميزان ":
صدوق من مشاهير علماء البصرة، وكان شريفاً نبيلاً، عاقلاً، كبير القدر، وثقه غير واحد، وقال ابن سعد: ثقة ربما غلط. انتهى. والله أعلم ".