نعيم عن أبيه قال: كنت فيمن وفد إلى عمر ... إلخ. فهذا وصل للإسناد، لولاه لكان ظاهر الإسناد الذي هنا [في " المسند "] منقطعاً. وأبو عاصم - هو: الغنوي -، يروي عن أبي الطفيل، ويروي عنه حماد بن سلمة ومحمد بن الحسن العنبري.
قال ابن معين: ثقة. وله ترجمة في " التهذيب " و " الميزان " وانظر " مجمع الزوائد ١٠:٥١ "
قلت: في هذا الكلام تخليط عجيب، وقلة تحقيق، لا نعرف مثله عن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله؛ فالظاهر أنه كان متعباً جداً، أو مشغول البال لسبب آخر، وإلا؛ فمثل هذا الخلط لا يصدر من طالب علم صغير، فضلاً عن شيخ عالم فاضل كبير مثله، عفا الله عنا وعنه.
أولاً: قوله: " أبو عاصم".. تحريف (أبو غاضرة) ! كذلك وقع في ترجمة (حنظلة بن نعيم العنزي) من " الإصابة/ القسم الثالث "، (١/ ٣٨٢ - إحياء التراث) .
ثانياً: كان يكون لانطلاء هذا التحريف على الشيخ وجه؛ لو أنه لم يقف على رواية أبي غاضرة عن غضبان؛ لكن الواقع خلافه.. فقد أحال في ترجمة هذا على " ثقات " ابن حبان والبخاري في " التاريخ "، وفي هذا أنه روى عنه أبو غاضرة، وفي ذاك أنه روى عنه (أبو عاصم النبيل) ، فكيف يصح تفسيره لـ (أبي عاصم) بأنه: (الغنوي) ؟!
ثالثاً: إذا كان هو الغنوي عنده؛ فكيف يقرن مع حماد (محمد بن الحسن العنبري) ؟! وهذا ما لم يذكره " التهذيب " وغيره مما أحال عليه، ولا له ذكر في شيء من كتب الرجال - في علمي - إلا في هذا الإسناد، على أن الصواب فيه: