والذي ظهر لي من مجموع كلامهم أنه حسن الحديث إلا أن يخالف، وفي هذه الحالة ينظر في حديثه. والله أعلم.
وعليه؛ فالعلة فيمن قبله. ولعل الحافظ أشار إلى هذا بقوله في " الفتح "(١/٥٦٦) - بعد أن عزاه لابن أبي شيبة وبلفظه -:
" وفي إسناده ضعيف، ومجهول ".
وأظن أنه يعني بالمجهول: المولى. وبالضعيف: الراوي عنه (عبيد الله بن عبد الله ابن موهب) . وحينئذ ففي قوله:" ضعيف " تسامح.. مخالف لما عليه العمل؛ فإن هذا يقال فيمن هو ضعيف فعلاً، ليس في المجهول أو بالأحرى ممن قال هو فيه:
"مقبول ". فتأمل.
وإذا عرفت ضعف الحديث وعلتيه؛ فمن الأوهام قول المنذري (١/ ١٢٣/١٥) :
" رواه أحمد بإسناد حسن "!
وتبعه الهيثمي (٢/ ٢٨) ، وقلدهما الثلاثة المعلقون على " الترغيب "(١/٢٧٧) !
(فائدة فقهية) : اختلف العلماء في تشبيك الأصابع في المسجد، والذي يقتضيه الجمع بين الأحاديث الصحيحة جوازه إلا في حالة انتظاره للصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
" إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد؛ كان في صلاة حتى يرجع، فلا يفعل هكذا، وشبك بين أصابعه ".