" لم يرو هذين الحديثين عن عاصم إلا الهيثم بن جهم، تفرد بهما عثمان بن الهيثم ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عثمان بن الهيثم بن جهم من شيوخ البخاري المتكلم فيهم، قال الذهبي في " الميزان ":
" قال أبو حاتم: صدوق؛ غير أنه كان بآخره يلقن، وقال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ ". ولخصه الحافظ فقال في " التقريب ":
" ثقة، تغير فصار يتلقن".
قلت: لكن الراوي عنه شيخ الطبراني (محمد بن عثمان بن أبي سويد الذارع) أسوأ حالاً منه، وهو من شيوخ ابن عدي أيضاً، وقد ضعفه؛ فهو أعرف الناس به، قال في " الكامل "(٦/ ٣٠٤) :
" حدث عن الثقات ما لم يتابع عليه، وكان يقرأ عليه من نسخة له ما ليس من حديثه عن قوم رآهم أو لم يرهم، ويقلب الأسانيد عليه فيقر به ... فكان يشبَّه عليه، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب، وأثنى عليه أبو خليفة؛ لأنه عرفه في أيامه، فسمع منه ".
وأورده الذهبي في " المغني " لقول ابن عدي المذكور في صدر ما نقلته عنه، ولم يزد.
(تنبيه) : لم يهتد الحافظ المنذري، ولا الهيثمي لعلة الحديث؛ بل وتحرف