قلت: وقد أعل الحديث ابن خزيمة؛ فقال في الباب الذي ترجم له:
" إن صح الخبر؛ فإني لا أقف هل سمع الأعمش من ابن بريدة أم لا؟ ".
قلت: ولذلك لم يذكروه في الرواة عن (ابن بريدة) .. لا في:(سليمان) ، ولا في:(عبد الله) ، على أن الأعمش معروف بالتدليس، فلو فرض ثبوت سماعه من أحدهما؛ فذلك لا يعني ثبوته عن كليهما معاً، ولو ثبت؛ فذلك لا
يعني ثبوت الاتصال إلا إذا صرح بالسماع في هذا الحديث بخصوصه - كما لا يخفى على العلماء -.
وقد روي الحديث عن أبي ذر موقوفاً قال:
ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً؛ كلهم ينهى عنها. أخرجه البيهقي (٣٤٧٥) من طريق عمار الدهني عن راشد بن الحارث عنه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ راشد بن الحارث: لا يعرف إلا بهذه الرواية، ومع ذلك أورده ابن حبان في " الثقات "(٤/ ٢٣٤) . وحسنه الجهلة!
والحديث قال الهيثمي (٣/ ١٠٩) :
" رواه أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط " ورجاله ثقات ".
ونقله الشيخ الأعظمي في تعليقه على " كشف الأستار "! ولم يتعقبه بشيء! وكذلك فعل المعلقون الثلاثة على " الترغيب "(١/ ٦٦٩) ؛ بل زادوا - ضغثاً على إبالة - فقالوا: