ثم ان حديث الترجمة قد أورده السيوطي في " الجامع الكبير "(٢/ ٨٥٥) من رواية أبي نعيم عن ابن عمرو. هكذا وقع فيه (عمرو) ، وهو خطأ من الناسخ، وما قبله خطأ من المؤلف؛ لأنه أطلق العزو ولم يقيده بـ " أخبار أصبهان "!
وعزاه في " الدر المنثور "(٣/ ١٩٣) للقراب عن ابن عمر رضي الله عنهما به؛ إلا أنه قال:
" ومن ترك الرمي بعدما علمه؛ فهو نعمة تركها ".
وهو بهذا اللفظ روي عن عقبة من طريق آخر.. فيه اضطراب وجهالة، وقد بينت ذلك في " ضعيف أبي داود "(٤٣٢) .
(فائدة) : القراب هذا هو: أبو يعقوب إسحاق بن اسحاق بن ابراهيم السرخسي ثم الهروي الحافظ، ترجمه الحافظ الذهبي في " السير "(١٧/ ٥٧٠ - ٥٧٢) ، ونعته بـ:"الشيخ الإمام الحافظ الكبير المصنف ... "، ثم قال:
"وكان ممن يرجع إليه في العلل، والجرح والتعديل، مات سنة (٤٢٩) وقع لنا كتاب " الرمي " له".
قلت: وقد عزا السيوطي إليه أحاديث أخرى في فضل الرمي، وسكت عنها كغالب عادته؛ فلا أدري أهو في ذلك تابع لمؤلفه، أم هو حذف كلامه عليها؟ وهذا مما أستبعده. والله أعلم.
وبهذه المناسبة أقول:
لقد وقفت على حديث غريب منكر في فضل الرمي، سكت عنه البيهقي،