طريق إبراهيم بن الفضل القرشي - من أهل المدينة - قال: أخبرني سعيد المقبري عن أبي هريرة:
أن عمر بن الخطاب استعمل بشر بن عاصم الجشمي على (صنعاء) ، فتخلف، فلقيه على باب المسجد، فقال له: يا بشر! ألم أستعملك على صدقة من صدقات المسلمين، وقد علمت أن هذه الصدقات للفقراء والمساكين؟ فقال له
بشر بن عاصم: بلى؛ ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ... فذكره.
فأقبل عمر راجعاً حتى وقف على سلمان وأبي ذر، فقالا له: يا أمير المؤمنين! ما شأن وجهك متغيراً؟ قال: ذكر بشر بن عاصم كذا وكذا؛ فهل سمعتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالا: نعم. قال: فأيكم يلي هذا الأمر، فأجعله إليه؟ قالا: من ترب الله وجهه، وألصق خده بالأرض، ولم نر منك يا أمير المؤمنين! بعدُ إلا
خيراً، ولكنا نخاف أن تولي هذا الأمر من ليس له وبأهل؛ فيهلك بذلك.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ إبراهيم بن الفضل - وهو: المخزومي -:
متروك. قال البخاري في " التاريخ "(١/ ١/ ٣١١) :
" منكر الحديث عن المقبري ".
قلت: وهذا من روايته عنه - كما ترى -.
وكذا قال أبو حاتم والنسائي. وقال هذا في موضع آخر:
" ليس بثقة، ولا يكتب حديثه ".
ومن حداثة بعض المعلقين وجهلهم بهذا العلم جمعهم بين المتناقضات في كتابتهم؛ فقال المعلق على " الأهوال ":