قلت: فقد كشفت هذه الرواية عن علة الحديث؛ وهي: جهالة الرجل الذي لم يسم. وقد سماه محمد بن يزيد بن سنان؛ فقال: ثنا أبي عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن مشفعة عن أبي سعيد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه.
كذا رواه أبو نعيم عن الطبراني بسنده عنه.
ومحمد بن يزيد - هو: الحراني - وأبوه ضعيفان، ولم أعرف (مشفعة) هذا، والعمدة على رواية شعبة في الكشف عن العلة؛ وهي: الانقطاع بين أبي البختري - واسمه: سعيد بن فيروز - وأبي سعيد الخدري، وقد قال أبو داود في سعيد هذا:
" لم يسمع من أبي سعيد ". بل قال أبو حاتم:
" إنه لم يدركه ".
ونحوه قول ابن سعد في " الطبقات "(٦/ ٢٩٣) :
" كان كثير الحديث؛ يرسل حديثه، ويروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع من كبيرأحد، فما كان من حديثه سماعاً؛ فهو حسن، وما كان (عن) ؛ فهو ضعيف ".
وقد خفيت هذه العلة على الحافظ المنذري؛ فقال في " الترغيب "(٣/ ١٦٩) :
" رواه ابن ماجه، ورواته ثقات ". وصدره بـ (عن) !
وأسوأ منه قول البوصيري في " مصباح الزجاجة "(٤/ ٨٢ ١ - ٨٣ ١) :