جنس يشمل أكثر من واحد؛ فيخشى أن يفهم منه بعضهم أن (غالباً) قد توبع، وليس كذلك؛ بل هو من مناكيره، ولعل هذا هو ملحظ الحافظ في " اللسان " حينما لم ينقل عبارة ابن حبان هذه نصاً، وإنما بالمعنى فقال (٤/ ٤١٦) :
" قال ابن حبان: لم يحدث به وكيع بالعراق، وهذا مما تفرد به غالب عنه ".
قلت: ثم إن غالباً هذا ليس بالمشهور بالرواية والعلم؛ لان ذكره ابن حبان في " ثقاته "(٩/ ٣) وقال:
" حدثنا عن ابن قتيبة وغيره، مستقيم الحديث ".
كذا قال! وخالفه العقيلي، وهو أقعد منه في هذا المجال؛ فقد أورده في " الضعفاء "(٣/ ٤٣٤) ، وقال:
" حديثه منكر لا أصل له، ولم يأت به عن ابن وهب غيره، ولا يعرف إلا به ". وأقره الحافظ، وبه تعقب توثيق ابن حبان.
ثم ساق العقيلي لفظه، وقد مضى تخريجه برقم (١٤٢٠) بسنده عن ابن وهب بإسناده عن معاذ مرفوعاً، وأن أبا نعيم استغربه، والذهبي أبطله في " الميزان ".
ولذلك قال في ترجمة (غالب) هذا من " المغني ":
" هالك ".
ويغلب على ظني أن أصل الحديث من الإسرائيليات، رفعه هذا الهالك خطأً أوقصداً؛ فقد صح موقوفاً عن عبد الله بن مسعود نحوه.
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف "(٣/ ١١١) ، وابن المبارك في " البر والصلة "(رقم ٢٨٤ - بتوقيمي) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (٣/ ٢٦٢/