لم يحسن الحافظ عبد الحق الإشبيلي بإيراده هذه الزيادة الشاذة في كتابه " الأحكام الصغرى "(١/ ٢١٦) ؛ التي قال في المقدمة عن أحاديثها (١/ ٧١) :
" وتخيرتها صحيحة الإسناد ".
فالظاهر أنه لم يتيسر له دراسة طرق الحديث واختلاف الرواة في متنه حتى يتمكن من الحكم على شذوذها مع صحة إسنادها ظاهراً.
ولذلك فقد تكلف ابن القطان الفاسي في تبرئة ابن عيينة من تخطئته في إسناده المقلوب، والجزم بـ (أربعين خريفاً) ، في كتابه السابق الذكر " البيان "، بما يشعرأنه هو أيضاً لم يقف على اضطراب ابن عيينة في إسناده ومتنه - كما سبق ايضاحه -؛ ولذلك استبعده الحافظ في " الفتح "(١/ ٥٨٥) ، فمن شاء الوقوف على كلامهما؛ فليرجع إلى كتابيهما.
(تنبيهان) :
الأول: ذكر الغزالي في " الإحياء "(١/ ١٨٣) الحديث نحوه بلفظ:
" أربعين سنة "؛ فقال الحافظ العراقي في تخريجه:
" رواه هكذا أبو العباس محمد بن يحيى السراج في " مسنده"، من حديث زيد بن خالد بإسناد صحيح ".
كذا قال! ولم أره في الأجزاء المصورة التي عندي، وقد سبق نقلي عنه آنفاً رواية أخرى غير هذه، فإذا ثبت العزو إليه؛ فغالب الظن أنه من رواية ابن عيينة الشاذة، وقد جزم الحافظ المزي في " التحفة "(٣/ ٢٣١) بأنها وهم.
والآخر: نحوه في الوهم ما صنعه المنذري في " الترغيب والترهيب " (١/