قلت: وفي رواية إبراهيم بن طهمان التي أشار إليها الطبراني تلميح لطيف إلى نكارة إسناد الترجمة ومخالفة عبد الله بن المنكدر بروايته عن أبيه محمد بن المنكدر عن أنس. فذكر:(أنساً) .. مكان:(جابر) ، وحديث هذا قد مضى
تخريجه في " الصحيحة "(١٥١) ، وقال الهيثمي في حديث الترجمة (١/ ٨٠) - بعد أن نقل عن الطبراني تفرد عبد الله بن المنكدر به -: " قلت: هو وأبوه ضعيفان ".
وهناك نكارة في المتن أيضاً لما أشرت إليه في صدر هذا التخريج؛ فإن كلاً من (قرن الملك) و (خفقان الطير) لم يرد لهما ذكر في حديث جابر الصحيح المشار إليه أنفاً، ولا في حديث غيره؛ كحديث أبي هريرة الصحيح أيضاً، وهو مخرج هناك برقم (١٥٠) .
وقد خفي هذا التحقيق على الأخ الفاضل المعلق على " مجمع البحرين "(١/١٠٥) بعد أن نقل قول الهيثمي المتقدم؛ قال مستدركاً عليه:
" لكن الحديث له شاهد من حديث جابر بإسناد صحيح؛ فالمتن ثابت "!
فلم يتنبه لما ذكرته من النكارة التي دل عليها الحديثان الصحيحان.
وهذه عادة متبعة من كثير من الأحداث في هذا العلم؛ كأنهم لم يقرأوا في علم (المصطلح) نوعاً من أنواع علومه الكثيرة يسمى بـ (الشاذ) و (المنكر) ، ولئن كان بعضهم قد عرفوه نظرياً؛ فهم لم يمارسوه عملياً! ومنهم الآتي ذكره في كثير من تخريجاته، فإنه يصحح ويقوي المنكرات من الأحاديث بالشواهد القاصرة من الأحاديث الصحيحة. وقد تعقبته وغيره في كتابي " صحيح موارد الظمأن " في