للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تالله! إنها لإحدى الكبر!

ولعله يدري أن من شرط الثقة أن يكون معروفاً بالضبط والحفظ، فكيف يعرف ذلك في الذي تفرد بتوثيقه ابن حبان ولم يرو عنه إلا واحد - كما هو الشأن هنا -؟! والظاهر من تصرفاته أنه لا يشترط ذلك ولا يدريه!

فإن كنت لا تدري؛ فتلك مصيبة وإن كنت تدري؛ فالمصيبة أعظم وقد رددت عليه تصرفه هذا في كثير من الأحاديث المتقدمة في هذا الكتاب وغيره، وبخاصة أخيراً في كتابيَّ الجديدن: " صحيح الموارد " و " ضعيف الموارد "، ومن قبلهما " صحيح الترغيب " و " ضعيف الترغيب "، وبصورة أخص في مقدمة " صحيح الموارد ".

وإنما قلت:" يهتبل ... " لأن الحديث عنده ضعيف - كما تقدم -، فما فائدة تسويد السطور في الرد على الذهبي وتوجيه تضعيف العقيلي بمجرد الدعوى العارية عن الدليل؛ لأن ذكر الشيء لا ينفي ما عداه - كما يقول العلماء -، مع مخالفته للحفاظ؟!

وقد تنبهت لشيء وهو: أن من عادة الرجل أنه كثير النقل عن الهيثمي والاعتماد عليه في تخريجاته حتى المختصرة منها. وأما هنا فلم ينقل قوله في الحديث؛ لأنه ضعف هذا الذي وثقه تقليداً منه لابن حبان؛ فصنيع من هذا؟

ولماذا قدم التعديل على التجريح؛ ولا سيما والجارح اثنان؛ أحدهما معروف باعتماده على توثيق ابن حبان في كثير من الأحيان؟ وهو الهيثمي! ومع تساهل الهيثمي هذا، فإنه قد صرح بتجهيل جماعة ممن وثقهم ابن حبان، وخالفه الرجل في ذلك، فانظر مثلاً الحديث (٥٩، ٦٨) ! وأغرب من ذلك أن الهيثمي قال تحت الحديث (٧٥) في رواية (أبو العذراء) :

<<  <  ج: ص:  >  >>