لايصح - ولا يبين - وذلك لأنه لم يلتزم الصحة في كتابه؛ فلا ينتقد، بخلاف ابن حبان الذي التزمها ثم أخل بها في مئات أحاديثه - كهذا وغيره - نعم؛ كان يكون مما لا ضير عليه؛ لو أنه رواه ثم بيَّن عواره - كما يفعل أحياناً -، ولكنه لم يفعل هنا.
وأما قولك فيه: إنّه " بين الخطأ فيما سمع "! فهو كذب، ولو صدقت؛ لما جاز لطالب علم صغير مثلك أن ينتقده، فكيف ترمي به الحافظ الكبير؟! فاتق الله! واعرف طبيعة نفسك، وقدر علمك ولا يحملنك شهوة النقد على التطاول على الحفاظ والعلماء.
ثم ما بالك أعرضت عن ذكر قول الذهبي في ترجمة (نصر بن الفتح) شيخ ابن حبان، وكذا قول الحافظ العسقلاني، ولم تذكر فيها جرحاً، واكتفيت فيها بذكر سنة وفاته، ومن مصدر ليس من كتب الجرح والتعديل؛ ولذلك أعرضت عن تسميته - وهو " الأنساب"؛ فيما يبدو لي - وغيرت فيها تدليساً وتوهيماً! لم كتمت جرح الحافظين إياه وحكمهما على الحديث بالوضع والشذوذ؟! هل يمكن أن يفهم أحد من سيئاتك هذه إلا أنك متحيز لابن حبان تحيزاً له قرنان، وأنه لا يحملك على ذلك إلا حبك للظهور والمخالفة، وإن مما يؤكد ذلك أنك أعللت
الحديث بخلافهما فقلت:"إسناده ضعيف، ابن جريج قد عنعن، وهو موصوف بالتدليس"!
وأما التكارة التي في متنه فلا أنت سلمت بها، ولا أنت دفعتها، وهذا أمر طبيعي جداً منك، يمنعنك منه أمران: الجهل، وبطر الحق! والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.