- كما هي العادة -، إما جهلاً، أو توقفاً، أو رهبة من مخالفة تصحيح ابن حبان إياه؛ فإنه قلما يصرح بمخالفته، فضلاً عن أن يرد عليه - كما يفعل مع غيره -، ولو كان إمام الأئمة كالبخاري! فهو عليهم جريء متجاهلاً الحكمة القائلة:
الرأي قبل شجاعة الشجعان *** هو الأول وهي الحل الثاني!
ألا تراه هنا غض الطرف عن التصريح بمرتبة الحديث أولاً، ثم عن ترجمة (رباح بن أبي معروف) ؛ لا لأنه من رجال (الصحيح) ، وانما لأن مرهوبه - إن صح التعبير - متناقض فيه أشد التناقض، فلو أنه أخذ في ترجمته؛ لاستلزم ذلك ذكر ما قاله فيه من التناقض، وإلا؛ لظهر تحيزه اليه وتعصبه له، ولذلك فقد رأى من الحكمة العمل بالمثل الشامي:(الهريبة نصف الشجاعة) ! ا
فاعلم - يا أخي - أن (رباحاً) هذا مختلف فيه؛ فمن أحسن ما قيل فيه:
"صالح ". وأسوؤه وأبينه قول ابن حبان في " الضعفاء "(١/ ٣٠٥) :
" كان ممن يخطئ، ويروي عن الثقات ما لا يتابع عليه. والذي عندي فيه التنكب عما انفرد به من الحديث، والاحتجاج بما وافق الثقات من الروايات، على أن يحيى وعبد الرحمن تركاه ".
ثم تناقض فأورده في " الثقات " أيضاً (٦/ ٣٠٧) ملخصاً كلامه المتقدم:
"يخطئ ويهم".
لكني أقول: إنه متناقض عندي تأليفاً لا علماً؛ فقد صرح في بعض الرواة الآخرين الذين وصفهم بالخطأ أنه لا يحتج بهم عند التفرد؛ بل جعلها قاعدة في مقدمة" الضعفاء"، وقد حققت ذلك في مقدمتي لكتابي " صحيح الموارد "،