قلت: وهذا إسناد منكر؛ تفرد به (عمرو بن عبد الحميد الآمُلي) شيخ ابن جرير الطبري عن شيخيه المذكورين؛ جرير - وهو: ابن عبد الحميد - وابن بشار - وهو: محمد، وهو: العبدي أبو بكر، الملقب ب: بندار -.
والآملي هذا: مجهول العين، لم نجد له ترجمة في شيء من كتب الرجال التي عندي، حتى ولا في " ثقات ابن حبان "! فالتحديث منه منكرة مرفوضة.
وان مما يؤكد ذلك أن (ابن ماجه) - من الجماعة المشار إليهم آنفاً - قد أخرجه عن شيخيه أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة قالا: حدثنا جرير وعبد الرحيم بن سليمان جميعاً عن محمد بن إسحاق عن الحارث بن فضيل به.
فهذا هو المحفوظ عن ابن إسحاق.. إنما هو معنعن من رواية جرير وعبد الرحيم ابن سليمان وغيرهما من الثقات - كما كنت أشرت إلى ذلك في تخريج الحديث في " الإرواء "(٧/ ٢٧٨) -.
وان مما يزيد في نكارة الحديث أنه قد صح من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أيي شريح الكعبي الحديث مختصراً بلفظ:
" إما أن يقتلوا أو يأخذوا العقل ".
رواه الشيخان وغيرهما هكذا، لم يزد فيه الخلة الثالثة، ولا ما بعدها من الأخذ على يديه والحكم عليه بالخلود بالنار.
وهو مخرج أيضاً في " الإرواء " ورقمه! ٢٢٢٥) .
وإن من العجائب حقاً أن الأستاذ محمود محمد شاكر في تعليقه على " تهذيب الأتار " لم يتعرض لذكر ترحمة (الآمُلي) هذا مطلقاً، وانما اقتصر على إعلال