بلغني عنك تحدث بها؟! لقد هممت أن أنفيك من الشام! فقال: أما والله! لولا إناث ما أحببت أن أكون بها ساعة! فقال معاوية: ما حديث تحدث به في الطلاء؟ فقال: أما إنه ما يحل لي أن أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل؛ سمعته يقول:" من تقوَّل عليَّ ما لم أقل؛ فليتبوأ مقعده من النار".
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخمر: ... فذكره؛ فقال: يا معاوية!
ما أراك إلا قد سمعتَ مثل الذي سمعتُ! قال: فَهَمَّ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُصَدِّقَهُ، ثُمَّ سَكَتَ.
قلت: وهذا متن منكر، وإسناد ضعيف، أعله الهيثمي بالشيخ ابن عرق؛ فقال (٥/ ٧٢) :
" رواه الطبراني عن شيخه (إبراهيم بن محمد بن عرق) ، ضعفه الذهبي فقال: غير معتمد. ولم أر للمتقدمين فيه تضعيفاً، وبقية رجاله وثِّقوا ".
قلت: وقوله: " وثقوا " فيه إشارة لطيفة إلى أن توثيق بعضهم فيه لين. والأمر كذلك؛ فإن (عتبة بن أبي حكيم) : قال فيه الحافظ في " التقريب ":
" صدوق يخطئ كثيراً ".
ولحديث الترجمة أصل بلفظ آخر ليس فيه الجملة الأولى منه، أخرجه ابن حبان وغيره من طريق أخرى عن عبد الله بن عمرو، وهو مخرج في " التعليق الرغيب "(٣/ ١٨٨/ ٤٦) .
وأما جملة:" من كذب علي ... ، فهو حديث متواتر يضرب فيه المثل، فراجع له إن شئت "صحيح الجامع الصغير ".