"وهذا منقطع بين ابن أبي نجيح وعائشة. وفي الرواية الأخرى: عن رجل عنها، ومعنى هذا: أنه يسمع نظير ذلك، لا أنه يسمعه نفسه. والله أعلم".
قلت: لا وجه لهذا التأويل ما دام أن الأثر لم يصح. وقد روي مرفوعاً؛ فقال ابن كثير عقب ما تقدم:
" قال السهيلي: ورواه الدارقطني مرفوعاً من طريق مالك بن مِغول عن الشعبي عن مسروق عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
هكذا ساقه، وهذا القدر من الإسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، وليته ساق إسناده بتمامه لننظر فيه؛ فإني أظن أنه لا يصح إلى مالك بن مغول. ثم إنه لم يسق لفظه أيضاً. نعم؛ قد ساقه الشيخ إسماعيل العجلوني في " كشف الخفاء"(١/ ١٠٣) نقلاً عن السهيلي أيضاً عن عائشة مرفوعاً:
" إن الله أعطاني نهراً يقال له: (الكوثر) في الجنة، لا يدخل أحد أصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر". قلت: يا رسول الله! وكيف ذلك؟ قال:" أدخلي أصبعيك في أذنيك وسدي تسمعين منها من خرير الكوثر".
وفي " الجامع الصغير " و" الكبير " أيضاً من رواية الدارقطني عنها بلفظ: " إذا جعلت أصبعيك في أذنيك؛ سمعت خرير الكوثر".
وما أظن إلا أنه مختصر من الذي قبله. فمن الغراثب أن الشيخ العجلوني قواه به!! فإنه من تقوية الضعيف بنفسه! فالأقرب إلى الصواب ما صنعه العلامة طاهر الهندي الفتني في كتابه " تذكرة الموضوعات "؛ فإنه ذكر فيه (ص ١٦٦) حديث: