ومن هذا الوجه أورده السيوطي في ذيل " اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة"(ص ٤١) وقال عقبه:
"قال ابن حبان: حدثنا قتيبة: حدثنا غالب بن وزير الغزي: حدثنا مؤمل ابن عبد الرحمن الثقفي: حدثنا عبّاد بن عبد الصمد عن أنس بنسخة أكثرها موضوع.
وقال البخاري: عباد بن عبد الصمد منكر الحديث. وقال في " المغني ":
مؤمل بن عبد الرحمن ضعفه أبو حاتم ".
قلت: ونصّ كلام أبي حاتم في "الجرح والتعديل "(٤/ ١/ ٣٧٥) :
" لين الحديث، ضعيف الحديث ".
قلت: فيتعجّب من الحافظ السيوطي وتناقضه أنه في استدراكه لهذا الحديث على ابن الجوزي وإيراده إياه في الأحاديث الموضوعة؛ فإنه مع ذلك أورده في " الجامع الصغير" - كما رأيت -!
وأعجب منه صنيع المناوي؛ فإنه نقل في "فيض القدير " عن الحافظ العراقي اقتصاره على قوله: "سنده ضعيف". بل زاد في الإغراب فقال:
" فكان على المصنف استيعاب مخرجيه، إيماءً إلى تقويته؛ فمنهم ابن عبد البر وغيره".
ففاته أن في سنده ذاك المتهم بالوضع، كما فاته حكم السيوطي نفسه على الحديث بالوضع.