(الحاكم) . نعم؛ وجدته في "معرفة علوم الحديث " له؛ فقد قال (ص ١٤٥) :
"سمعت أبا سعيد عمرو بن محمد بن منصور يقول: سمعت أبا بكر محمد ابن إسحاق يقول: لما دخلت (بخارى) ، ففي أول مجلس حضرت مجلس الأمير
إسماعيل بن أحمد في جماعة من أهل العلم، فَذُكِرَتْ بحضرته أحاديث، فقال الأمير: حدثنا أبي قال: ثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أمتي أمة مرحومة ... " الحديث. فقلت: أيَّد الله الأمير! ما حدَّث بهذا الحديث أنس ولا حميد ولا يزيد بن هارون. فسكت، وقال: كيف؟ قلت: هذا حديث أبي موسى الأشعري ومداره عليه. فلما قمنا من المجلس؛ قال لي
أبو علي صالح بن محمد البغدادي: يا أبا بكر! جزاك الله خيراً، فإنه قد ذكَرَ لنا هذا الإسناد غير مرة، ولم يجسر واحد منا أن يرده".
قلت: وفي القصة ما يشير إلى أن إسماعيل بن أحمد الأمير كان من أهل العلم مشاركاً في رواية الحديث، وقد وصفه بالعلم والفضل الحافظ الذهبي، فقال:
" كان ملكاً فاضلاً، عالماً، شجاعاً، ميمون الفقه، معظماً للعلماء".
انظر "سير أعلام النبلاء"(١٤/١٥٤) ، و "تاريخ الإسلام"(٢٢/ ١٠٨ - ١٠٩) ؛ ولذلك حكمت على الحديث بالشذوذ.
والحديث الذي أشار إليه أبو بكر - وهو: ابن خزيمة - عن أبي موسى لفظه:
" أمتي أمة مرحومة؛ ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن والزلازل والقتل ".